بالألوان والموسيقى.. “لا للعنصرية”

أخبار ومستجدّات
 

في مسيرة يوم الأحد، أبهرن الجميع من متظاهرين ومارة.. وقبلها أبهرن أنفسهن. للمرة الأولى، كان الشارع ملكهن. بالغناء والهتاف والرقص أكدن أنهن من اليوم فصاعداً سيأخذن حقوقهن بأيديهن، ولن ينتظرن أحداً. منطلقات كن في هذا اليوم للاحتفال بعيد العمال، وكأنهن بكل خطوة يخطونها يثبتن حقهن في الوجود. أعلام بلادهن كانت ترفرف في شارع أرمينيا ومونو، ما أعطاهن قوةً ودفعاً جعل إحداهن تتجرأ مقتربةً من نافذة إحدى السيارات تدعو مثيلتها للانضمام إلى المسيرة.

وفي حين اختصرت المسيرة السنة الماضية على بعض النشطاء الذين كانوا يهتفون بـ”لا للعنصرية”، تصدرن في هذه المسيرة الصفوف الأمامية وكنا نتبع خطواتهن الواثقة، ندعم قضيتهن ولا ندّعي حمايتها. فتركن الشعارات والمواثيق الدولية والكلام الجاف المضجر، وبالآلات الموسيقية والأطباق الخشبية والملاعق وزجاجات المياه لحنّ نشيد الحياة، في بلد لم يعتبرهن بعد لا في القوانين ولا في الواقع أكثر من عبيد.

امتزج صوت الدربكة بالدف والطبل، والزلغوطة اللبنانية بالغناء الإفريقي. ترى لبنانية وسينيغالي يحملان معاً نفس اليافطة التي كتب عليها “نظام الكفالة يقتل عاملة منزلية كل أسبوع”. واختلطت اللغات والأنغام بعضها ببعض لتخلق اتحادا بين المستضعفين في لبنان. اتحاد ينبض طاقةً وألواناً ليجسد بالصوت والجسد حلم نبذ العنصرية.

أما على الرصيف المقابل، فطغت الدهشة على عيون المارة. منهم من ابتسم وقام بالتحية، والآخر طغت على وجهه تعابير الامتعاض، ربما من هذه  “الصورة” المختلفة التي تجاوزت حواجز الخوف والخجل. فتلحظ ايماءات سخرية من الدركي، الذي يفترض ان يحمي المظاهرة، يهمس زميله وهو يحدق بإثيوبية ترقص بجرأة وسط الحشد. وتسمع “مادامتين” في الأشرفية يعبرّن عن سخطهن من هذا المشهد»   « c’est inacceptable!(غير مقبول). طبعاً، تغيير صورة عاملات المنازل النمطية ليس سهلاً على “الأسياد” قبوله… إلا إن فرض عليهم بقوة الضغط الجماعي.

يبقى أن المشهد ليس وردياً كما قد يبدو. في المسيرة نفسها، كانت العديد من العاملات من شرفات المنازل في يوم عطلة تنظرن إلى أبناء بلدهن، اللواتي يدعونهن بإصرار للانضمام، بصمت يخبئ وراءه الكثير من الحزن والحسرة. 

دلالات :
شارك هذا :

مقالات مشابهة

لديك أي أسئلة؟

للاستعلام عن هذا البيان والسياق ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني أو املأ النموذج.