More Violence against Syrian Workers

أخبار ومستجدّات

غزت الشائعات العمال السوريين في الضاحية الجنوبية لبيروت، فغادر عدد كبير منهم إلى الأراضي السورية خلال الأيام الثلاثة الماضية. الروايات المتعددة لحالات اعتداء قيل إنها تزايدت بعد حادثة خطف أحد عشر لبنانياً في سوريا، سرت بين العمال السوريين كالنار في الهشيم، بالرغم من أن معظمهم سمع ولم يرَ. وقد بدا عسيراً البحث عن الشغيلة السوريين في الضاحية الجنوبية (عاصم بدر الدين) أمس. تفترض مسبقاً وجود المئات منهم. تسأل الرجل الجالس في مواجهة ساحة القدس في البرج عن مكان تجمهرهم. يدلك إلى أقرب مكان. تحت جسر كميل شمعون. يقول إنهم كثر هناك. لم يعتد بعد سكان المنطقة على قلة حضورهم. لا تجد تحت الجسر إلا ما لا يزيد عن عشرين عاملاً. ينتظرون مُشغّلاً. يمتنعون في البداية عن الحديث.

يقدمون أخيراً واحداً منهم ينطق باسمهم. يريد أن يقول الكثير. يوحي بذلك على الأقل. لكنه لا يقول شيئاً إلا بعد مماطلة. يكفي هذا لتبيان قلقهم. انخفضت أعدادهم. ذلك “واضح جداً. يتعرضون لاعتداءات من زمان”، كما يقول. “زادت بعد اختطاف اللبنانيين في حلب”. يحكي الشاب عن “عمليات خطف. يأتي بعض الزعران ويأخذون عاملاً في سيارة. يضربونه ثم يفلتونه”. لا يسمي جهة محددة. “زعران” فحسب. لا يعرف كيف يحكي. يؤكد أنه يسمع بهذه القصص. لم ير بعينه. لا تصدقه، حين يقول إنه لم يتعرض لأي ضرر. يفضحه ارتباكه. يشير إلى أفراد يطالبونهم دوماً بإخلاء هذا المكان.

يتكرر المشهد تحت جسر المطار. يفترض في صورة نمطية سابقة أن تزدحم هذه المنطقة بالشغيلة. لا تجد ما يزيد عن عشرة عمال. يدرس حميد التاريخ في “الجامعة اللبنانية”، يقول إن أبناء بلده “عادوا إلى سوريا. هربوا من الاعتداء اليومي. سرت بينهم خبريات أرعبتهم. خافوا”. يدخل عامل آخر في الحديث: “قتل بعض العمال في الأيام الماضية”. لكن صاحب الخبر لا يؤكده. يقول إنه سمعه فقط. لكن الأكيد، وفقه، أن أشخاصاً دخلوا إلى بيوت سوريين منذ يومين في “عين السكة”. ضُربوا وسُرقوا. تعرض أيضاً صديق حميد للضرب على عينه. انتفخت مثل الكتلة. يدرس هذا الأدب العربي في “اللبنانية”. كانوا ثلاثة شبان. ضربوه في الشارع. حصلت الحادثة في صبرا. لم يذهب إلى بلده بعد. ينتظر حاله حال صديقه الامتحانات الجامعية النهائية.

يجلس عامل على الأرض. تحيط به أربع شنط صغيرة وأكياس. جمع فيها أغراضه. ينتظر وسيلة نقل محددة ليرجع إلى بلده. صارت سوريا أكثر أمناً الآن. تزداد الهجرة المعاكسة يومياً. لا يكتفي “الشبيحة” بالضرب. لا يخلو نهار العمال أيضاً من الشتائم والمهانة. لا يحتاج هؤلاء إلى سبب. هكذا، يمرون بجانبهم ويسمعونهم كلاماً. تزداد الحوادث ليلاً. لكن لا يزال بعض العمال يجدون من يشغّلهم.

يقلّ كذلك تواجد العمال في منطقة السلطان إبراهيم – الجناح. يرفض هؤلاء الحديث. يتجمعون في دائرتين صغيرتين. يقولون إن أحوالهم جيدة. لا يتعرضون لأي أذى. لن يفتروا على أحد. يريد من بقي أن يعمل ليعيش. لا مفر من ذلك. يدارون أنفسهم. لكنهم لا يعرفون ماذا سيجري في حال ذهبت مسألة المخطوفين أبعد من ذلك. يسعى أصحاب الشقق التي يسكونونها إلى طمأنتهم. “أنتم في حمايتنا” يقولون. لكن يبقى ذلك غير كاف.

يشبه أحد اللبنانيين ما يجري بـ “حرب تموز”، هكذا قلّ حضور العمال. كما لو أنها حرب ضدهم. يملك هذا محلاً مواجهاً لتجمعهم تحت جسر المطار. يقول جاره إنهم خافوا. طمأنهم “حزب الله” لكنهم خافوا. يتحدث عن “زعران” يعتدون عليهم. كأنهم “أشباح”. لا أحد يعرف كيف يصفهم. لا يفوته أن يمجد “العيش المشترك”، بلا داع تقريباً. يتحسر على توقف أعمال كان هؤلاء الشغيلة ركنها. يقول “حرام ما يحصل. لا شأن لهم”.

مغادرون

أفاد مصدر في الأمن العام لـ “السفير”، إن “13 ألف سوري غادروا الأراضي اللبنانية إلى سوريا، من خلال معبر المصنع، يوم السبت الماضي، فيما دخل إلى لبنان سبعة آلاف سوري، في اليوم ذاته. أما أمس الأول، فقد خرج من لبنان سبعة آلاف سوري، من خلال المعبر ذاته، بينما دخل إلى لبنان ستة آلاف سوري، في اليوم ذاته”. واعتبر المصدر أن تلك “الأرقام تندرج في وتيرة عادية، خصوصاً في اليومين المنصرمين، أي السبت والأحد، فضلاً عن أن معبر العبّودية كان مغلقاً”.

في البقاع (سامر الحسيني)، حافظت حركة العبور في منطقة المصنع الحدودية على وتيرتها الناشطة على خط الدخول إلى سوريا أمس، الذي يسجله تدفق المئات من العمال السوريين، مع إعلانهم عن مخاوف قد تطالهم على خلفية قضية اللبنانيين الأحد عشر المختطفين، علماً أن الحركة على خط الدخول السوري إلى لبنان امتازت أيضا بنشاطها المتصاعد، ولا سيما بفعل إقفال المعابر الحدودية الأخرى، وانحصار حركة العبور على معبر المصنع الحدودي. ووصل حجم حركة العبور بالاتجاهين على خطي الدخول والخروج إلى حدود 20 ألف عابر، معظمهم من العمال السوريين. وتصل نسبتهم إلى حدود 90 في المئة، من مجمل حركة العبور وفق مصدر أمني، مع الإشارة إلى أن دوائر الامن العام سجلت دخول أكثر من 9 آلاف عابر سوري باتجاه سوريا كما سجلت في اليوم نفسه دخول 6 آلاف سوري إلى لبنان. وأكد مصدر أمني في البقاع أن “أرقام الخروج من لبنان إلى سوريا، التي سجلت في اليومين الماضيين، هي أرقام قياسية، إذا ما قورنت بأرقام الشهر الماضي وما قبله”. وأوضح مصدر أمني أن “عملية الخروج في معظمها يقوم بها عمال سوريون يقطنون في الضاحية الجنوبية، والأماكن القريبة منها، في حين أن عملية الدخول إلى لبنان تقتصر على سوريين جرت العادة أن يعبروا إلى لبنان عبر المعابر الشمالية، أي العريضة والدبوسية، إضافة إلى مخاطر العبور عبر منطقة القاع من خلال معبر جوسي الحدودي، ما حوّل كل العابرين السوريين إلى معبر المصنع الحدودي”.

Assafir

شارك هذا :

مقالات مشابهة

لديك أي أسئلة؟

للاستعلام عن هذا البيان والسياق ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني أو املأ النموذج.