حمل الحمار نفسه وقرر التوجه نحو برج حمود لإستقصاء بعض الحقائق بعد “تقرير الهلوسة – الشرقية في خطر” الذي ظهر على شاشة ال”م تي في” الخسيسة، – فهي تبقى خسيسة بغّض النظر من أية زاوية تريدين تحليل هذا الربورتاج العنصري الرخيص
عدّ الحمار عدته، وضع الخرزة الزرقاء حول عنقه، لفّ خلخاله القوص قزح حول كاحله
ووضع الجلال (السراج) على ظهره
.ملأ الجهة اليسرى من الجلال بسكاكين من قياسات مختلفة تحسبا لأي هجوم من المجموعات الغيرلبنانية من الذين ذكروا بالربورتاج
ملأ الجهة اليمنى من الجلال بكبابيت (كوندومز) من مقاسات مختلفة تحسبا لأى عملية إغتصاب من الشراميط الغير لبنانيينات من الذين ذكروا بالربورتاج.
فتح الحمار باب الزريبة ومشى، ألقى السلام على الجيران مودعا إياهم حمارا حمارا وحمارة حمارة، لعله مات في فورست (غابة) برج حمود. إنطلق والدمع يسقط من عينيه، والذيل (الذنب) يلوح ٣٦٠ درجة – علامة لخوفه الشديد، والأرجل تسّك لكن عزيمته لفك لغز هؤلاء الألينز من السود والصفر الذين يعوثون ببرج حمود فسادا وفسقا، تغلّبت على الخوف، فإستقام الذنب وتوقفت الدموع وإنطلقت الأرجل بثبات وتصميم.
توقف الحمار عند مبنى سفارة برج حمود وتقدم بطلب التأشيرة، نظر “الإلين” الأبرص من خلف الزجاج إلى صورة الحمار على الباسبور وتكلم معه بلغة “إليانية” تحتوي بعضا من الفارسية، إبتسم الحمار له إبتسامة أخوية، طبع الإلين الباسبور ودخل الحمار برج
حمود بطريقة شرعية.
مشى الحمار في الأزقة الضيقة، لم يتطلع خلفه، لم يتطلع إلى يمينه ولا يساره، كان يعرف طريقة.” قهوة
إليانور” حيث يلتقي الإليانز والعاهرات الصفر ومدمني المخدرات السود، أخذ لنفسه طاولة عندما وصل وطلب عصير الشعير من فتاة. حبشية فائقة الجمال بالرغم من أنّ لا أذنين لها. عرف الحمار وبلمح البرق أنها من الإليانز، قال لها عندما عادت بسطل العصير أنه صحافي ويوّد أن يسألها بعض الأسئلة إذا كانت تؤذن له، لم يظهر وجهها أى إشاره بالموافقة أو عدمها، لكنها من الداخل كانت فرحة . فرح بنت صغيرة بلعبة باربي، فرحت بداخلها لمجرد أن حمار يوّد سؤالها بعض الأسئلة، أحست أنها ليست فقط مجرد “إليان” إسمي “أولولو” هذا ما يسموني هنا، قالوا أني أشبه الديناصورات، فسموني “أولولو” لكني لاآبه لإسمي، جئت إلى بيروت في عام ٢٠٠٧، أخذوا مني الباسبور وأغلقوا علي الباب بالقفل، عملت ١٤ ساعة كل يوم، قبضت ١٥٠ دولار بالشهر، ضربت ثلاثين مرة في الشهر، قصّت معلمتي أذني أمام طفلها عندئذ هربت. والآن أعمل هنا. ليس لدي أوراق ولا إقامة كلهم مع المدام، وفي التلفزيون يقولون أننا غير شرعيين وقتالين قتلى. تعجّب الحمار لقصة “أولولو” ربما تكذب؟ والتقرير صحيح. ودّع الحمار “أولولو” وإتجه يبحث عن “إليانز” آخرين فبحث عن خمسة أشخاص يمشون مع بعضهم كما ذكر تقرير الم تي في لكنه لم يجذ أية خمسة أشخاص يمشون مع بعضهم، أو يجلسون مع بعضهم، أو يتطلعون ببعضهم حتى، كل الذين رآهم كانوا يمشون بأنفسهم، يتكلمون لأنفسهم، يبحثون عن لقمة ليأكلونها أو كاراج لسياراتهم البيجو ال٧٨ ليصلحونها علّها تمشي، أو يأكلون البسترما ويتمتمون “على الدنيا السلام” .تابع الحمار رحلته في هذه الضاحية “الكوزموبوليتون” من بيروت وبانت على وجهه علامات الإرتياح ومن ثم الفرح، جميلة بدت الشوارع، كتيرة كانت الألوان، شهية كانت الروائح، متناغمة كانت طقطقة الحدادين، وأصوات المتجولين. كانت بيروت خارج أي زمان. مشى الحمار وهو يفكّر بخساسة الم تي في وبخّها، كاد أن يغضب لكن تراءت له على بعد أمتار قليلة مجموعة من الفتيات الآسيويات والحبشيات اللتن ظهرن بأبهى حلاتهن، لكن ليس لدرجة “الفسق والشرمطة” التي ذكرها تقرير الم تي في الخسيس. قرر الحمار التأكد بنفسه. وضع إبتسامة رومانتيكية على وجهه ، لفح بذنبه ذبابة حامت على مؤخرته وإتجه نحو الفتيات، وضع واحدة في رأسه ومتل السهم. وجد نفسه أمامها. تبسمت له، أعطاها وردة. تبسمت أكثر. قال لها: إصعدي
صعدت على ظهره ومشا في الأزقة. على الطريق عرف إسمها، جيزيل وهي فيليبينية، تعمل عند عائلة لبنانية ستة أيام في الجمعة وعطلتها يوم الأحد فتخرج للقاء الأصدقاء والبحث عن بعض من الحب. قال لها الحمار لكن الم تي في قالت أنكم عاهرات. لم تفهم جيزيل معنى عاهرات، شرح لها الحمار أي شراميط. لم تتفاجأ جيزيل، ضحكت وقالت للحمار: بنتاك بالشغل من الفجر للنجر ستة أيام بالبيت وما حدا قال عني شرموطة كلو هالنهار زيادة! غصّت بعينن الم تي في؟ ما كل التلفزيون نياكة بنياكة، ما حلوة ضيقة العين. ولا الفقرا ما بيسوا ينيكوا؟ نزلت جيزيل عن الحمار، طبعت قبلة على خده وتركته يفكّر: الفقراء لا يستطيعون النياكة وإلا
أصبحوا شراميط؟؟ همهم الحمار وفكّر ماذا عن الأغنياء؟ فهم ينيكون الأخضر واليابس وما جابت سيرتن الم تي في الخسيسة؟
لملم الحمار نفسه وعاد إلى زريبته، في قلبه الكثير من الغضب والقرف. أفرغ السكاكين من الجلال (السرج) بغضب شديد وتطلع بتلفازه البلازما ٤٢ إنش، هل سيطعن التلفاز؟ إقترب منه والسكين في يده. وقف يفكر. رمى السكين من يده وأفرغ الكبابيت (الكوندومز) من الجلال وتطلع بتلفازه . بدأ بفتح الكبابيت واحدا واحد، مغطهم واحدا واحدا وألبسهم للتلفاز واحدا واحدا حتى لبدا التلفزيون “عضو ذكري كبير” لكنه سايف (آمن)، وضع الحمار التلفزيون على ظهره وظلّ يمشي لمدة ثلات أيام، وصل إلى فيلا غ.م، قال للحرس أن عليه إيصال هذا التلفزيون إلى الشيخ شخصيا، لأنه مبعوث له من الزومبيز من سكان برج حمود. خاف الحرس عندما سمع كلمة زومبيز وأدخله، كان الشيخ ما زال مرتديا البيجاما. تبسم الحمار له. قال الشيخ ماذا هذا على ظهرك؟ قال الحمار إنتظر. أنزل الحمار التلفزيون المغظى بالكبابيت من على ظهره، بحث عن بريز، وجد واحدا بالزاوية. أدار التلفزيون على الم تي في الخسيسة التي بانت لزجة من فعل الكبابيت، تعجب الشيخ من رؤية هذا التلفزيون الذي يشبه العضو الذكري. وإقترب محترسا. تبسم الحمار له وبحركة أسرع من البرق لفّ الحمار ذنبه على الشيخ ورفعه عاليا، صرخ الشيخ عدة مرات في طريقه نزولا بينما التلفزيون الذي يشبه العضو الذكري يدخله من الخلف قليلا قليلا بطيئا بظيئا إلى أن إستقر في الداخل، فسكت الشيخ