02/09/2020
تضرّر المهاجرون وعائلاتهم في لبنان بشكل وخيم جرّاء وقوع إنفجار 4 آب. وفضلًا عن الأفراد الذين ما زالوا في عداد المفقودين والمصابين والذين فقدوا أرواحهم، خسر العديد منهم أيضًا نوافذ منازلهم وجدرانها وممتلكاتهم القيمة. ممّا يعني أنهّم في الواقع فقدوا منازلهم بشكلٍ مطلق إذ لا يستطيع معظمهم تحمّل تكاليف الإصلاحات اللاّزمة لإعادة بنائها وتأهيلها من جديد.
ووقعت هذه المأساة بعد أن أضحى المئات من العمّال المهاجرين بلا مأوى إمّا على يد أصحاب العمل الذين ألقوا بهم في الشوارع أو أصحاب المِلك الذين قاموا بإخلائهم. ولقد تلقّينا منذ شهر نيسان/أبريل 2020 الفائت 600 إتّصال من عمّال مهاجرين مهدّدين بالإخلاء وأكثر من 200 عاملة منزلية على حدّ علمنا تخلّى عنهنّ موظّفيهن بشكل غير قانوني.
واستجابةً للأزمات المتعدّدة التي عصفت بلبنان هذا العام وبهدف التضامن مع المهاجرين الذين غالبًا ما يحرمون من المساعدات الإنسانية، أطلقت حركة مناهضة العنصرية (ARM) مشروع إغاثة تخلّله توزيع الطعام واللّوازم الصحيّة على أكثر من 900 أسرة مهاجرة منذ مطلع شهر نيسان/أبريل 2020. وتواصل حركة مناهضة العنصرية بتقديم المشورة القانونية المجانية لجاليات المهاجرين والدعم المطلوب في حالات عدم تسديد الأجور وسوء المعاملة. فنحن نعمل مع منظّمة أطباء بلا حدود (MSF) وغيرها من المنظّمات عن كثب لتقديم الدعم الطبّي والنفسي والاجتماعي المجاني عند الحاجة. كما نقوم بجمع التبرّعات المالية لإعادة العمّال المهاجرين الذين يرغبون في الرّجوع إلى موطنهم.
وبالرغم من ذلك، فإنّنا نعرب عن أسفنا الشديد إذ لم تعد لدينا القدرة على تلبية طلب المساعدة المتزايد باستمرار عقب مساعدة 33 عاملاً في العثور على مأوى بين شهري نيسان/أبريل وحزيران/يونيو عبر إحالتهم إلى شبكاتنا. فيتطلّب العثور على مأوى عمالة كثيفة للغاية وقد يستغرق الأمر يومًا كاملًا من العمل للعثور على مكان آمن لشخصٍ واحدٍ فحسب. وذلك باعتبار أّنّنا قد تجاوزنا مرحلة أي تدخّل فعّال لإغاثة كلّ حالة على حدة.
لقد أحجمت أغلبيّة الملاجئ الرسمية التي اعتدنا الاعتماد عليها عن استقبال أي أوجه جديدة، ويعزى ذلك عمومًا إلى تفشّي وباء كوفيد-19 . كما بلغت الملاجئ غير الرسمية التي تموّلها بشكل أساسي مجموعات جالية المهاجرين الحد الأقصى من سعة إستيعابها. ففي واقع الأمر، يتشارك العمّال المهاجرون غرفًا مكتظّة في هيئة بالكاد تصلح للعيش. ومن إحدى أقسى الحالات التي شهدناها هي حالة 34 امرأة سيراليونية يقمنَ في شقّة مؤلّفة من غرفتي نوم. ويواجه العمّال المهاجرون صعوبة متزايدة في فتح أبواب منازلهم لإيواء بعضهم البعض بسبب ضيق مساحاتها وتخوّفًا من استهجان صاحب الملك. وتلقّينا في هذا السياق تقارير متعدّدة حول تهديدات بالإخلاء أجراها أصحاب الملك بسبب الاكتظاظ السكني.
علاوةً على ذلك، يتعرّض سكّان الشّقق المكتظّة لمضايقات شديدة من قبل الجيران، بما في ذلك العنف الجسدي والتهديدات واستدعاء الشرطة عليهم. كما أنّهم معرّضون لخطر الإصابة بوباء كوفيد-19 إذ يحدّ الإكتظاظ من قدرتهم على إتّباع إرشادات الوقاية الأساسية. وبالتّالي تُهدَّد صحّتهم النفسية بشكل كبير أيضًا. لقد مرّ العديد من العمّال المهاجرين الذين أُلقي بهم في الشارع بظروف عسيرة في لبنان ولذلك يجب الحرص على إدخالهم إلى مرافق خاصّة وحصولهم على رعاية خاصة.
ورغم تواصل العديد من الأشخاص معنا من أجل تقدمة منازلهم للإيواء، أعاق عبء حالات الطوارئ قدرتنا على تنظيم أو تسهيل أو إدارة عمليّة إيواء العمّال المهاجرين في منازل مؤقّتة.
كيف يمكنك تقديم الدعم لعاملة مهاجرة بلا مأوى في لبنان:
اكتشف/ي ما إذا كانت على معرفة بأي شخص في لبنان يمكنه تأمين لها المأوى سواء أكان فردًا من العائلة أو صديقًا، واعرض/ي عليها استخدام هاتفك للاتّصال بهم إذ لا يملك العمّال المهاجرين المشرّدين أو السائبين في أغلب الأوقات هاتفًا لاستخدامه أو إتّصالًا بالإنترنت.
إتّصل/ي بمختلف المنظّمات التي تقدّم الملجأ لمعرفة ما إذا كانت لديها سعة إستيعابية كافية لإيوائهم.
الخط الساخن لمركز كاريتاس: 76 555335
خط المساعدة لمنظّمة كفى: 76 090910
إذا لم تكن الخطوات المذكورة سابقًا متاحة، إسأل/ي أصدقاءك وشبكة معرفتك عمّا إذا كان أحدهم يتمتّع بالقدرة على استضافتها على مسؤوليتك الخاصّة.
إذا كانت بحاجة إلى الدعم لتسجيل طلب عودة إلى الوطن أو الحصول على مشورة قانونية مجانية للمساعدة في حالات عدم تسديد الأجور أو سوء المعاملة أو المساعدة في التواصل مع مجموعات جالية المهاجرين، فيمكنها إرسال رسالة صوتية إلينا على الأرقام التالية: 71776989 أو 76051169.
إذا احتاجت إلى عناية طبيّة يمكنها إرسال رسالة صوتية إلى خط المساعدة الطبّي التابع لمنظّمة أطباء بلا حدود المخصّص لجاليات المهاجرين: 81 300 687.
إذا احتاجت إلى سلّة غذائية أو لوازم أطفال ولوازم صحيّة، يمكنها إرسال ملاحظة صوتية إلى خط المساعدة الخاص بالغذاء: 76 626 379.
كيفية تقديم الدعم على نطاقٍ أوسع:
إنضم/ي إلى ائتلاف الإسكان لمساعدتنا على ردع عمليّات الإخلاء.
إدعم/ي جهودنا المبذولة في سبيل المناصرة والضغط على حكومات دول الجاليات المهاجرة لإجلاء مواطنيها من لبنان على الفور! تابع/ي موقعنا الإلكتروني وصفحات وسائل التواصل الاجتماعي بانتظام للإطّلاع على خطوات ملموسة حول كيفية تحقيق هذه المساعي.
للدعم المالي money or encourage your friends to donate to support our efforts to reach migrant workers in need.
للاستعلام عن هذا البيان والسياق ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني أو املأ النموذج.
نعمل في حركة مناهضة العنصرية بجهد على العديد من النشاطات والمبادرات المختلفة. معظم نشاطنا تعدّ في الإمكان بفضل فريق من المتطوعين/ات يعمل مع فريقنا الأساسي بشغف و إخلاص.
حركة مناهضة العنصرية هي حركة شعبيّة أنشأتها جهات شبابيّة ناشطة في لبنان بالتعاون مع عمّال وعاملات أجانب. نعمل معًا في الحركة على توثيق الممارسات العنصرية والتحقيق فيها وفضحها ومحاربتها من خلال مبادرات وحملات عديدة. تمّ إطلاق حركة مناهضة العنصرية عام 2010 عقب حادثة وقعت في أحد أكثر المنتجعات البحرية الخاصّة المعروفة في بيروت.