نطالب بإجلاء الجالية السيراليونية العالقة في لبنان

إجلاء فوراً
في 23 حزيران 2020، قامت مجموعة من العاملات السيراليونيات في لبنان بتأليف ونشر أغنية تعبّر عن معاناتهم والانتهاكات التي يتعرّضن لها هنا. كما يناشدن في الأغنية الأمم المتحدة والدول التي تحترم حقوق الإنسان طالبات المساعدة في العودة إلى وطنهن.

منذ مطلع شهر حزيران 2020، تلقّت "حركة مناهضة العنصرية" عددًا غير مسبوق من اتّصالات من عاملات منزليات سيراليونيات عالقات في لبنان بفرص ضئيلة للعودة إلى بلادهن. أدّت الأزمة الاقتصادية في لبنان، حتّى قبل تفاقمها جرّاء الإقفال التام لاحتواء فيروس كورونا، إلى خسارة آلاف العمال والعاملات المهاجرين/ات من مختلف الجنسيات لأعمالهم منذ تشرين الأوّل 2019.

رسميًا، يُمنع المواطنون السيراليونيون من الهجرة إلى لبنان للعمل في الخدمة المنزلية إلّا إذا جاؤوا بصحبة عائلة لبنانية قادمة من سيراليون إلى لبنان، ممّا يعني أنّ معظم العاملات المنزليات السيراليونيات هنّ ضحايا لشبكات الاتجار بالبشر.nd في 2 حزيران 2020، أعلن السفير اللبناني في سيراليون بشكل صريح خلال برنامج على مدوّنة أخبار سيراليون أنّ "جميع الفتيات السيراليونيات ممنوعات من القدوم إلى لبنان بمفردهن. سيكنّ في موقف ضعيف وعرضة للاتجار ولسوء المعاملة […] وسيعلقن هناك."[1]

في منتصف شهر حزيران 2020، أجرت "حركة مناهضة العنصرية" تقييمًا سريعًا لـ53 عاملة من الجنسية السيراليونية، وجاءت النتائج على الشكل التالي: 70% منهن طُردن من قبل أصحاب العمل أو وكالة التوظيف، في حين فرّت 15% منهن من منزل صاحب العمل بعد تعرّضهن للإساءة والاعتداء اللفظي أو الجسدي أو الجنسي. أما نسبة الـ15% المتبقية فكنّ يعملن على حسابهن ووقتهن الخاصّ لكنهن عاطلات عن العمل منذ عدّة أشهر. وأفادت 75% من العاملات أن أصحاب العمل لم يدفعوا لهن أجورهن كاملةً، وحتّى أنّ بعضه لم يتلقّين أجورهن منذ أكثر من سنة.

وقد صرّحت 83% من الـ53 أنهن يرغبن في العودة إلى سيراليون. إلّا أنّ جميعهن لم تكن بحذتهن جوازات سفرهن ولا المال لشراء تذاكر السفر والتي، بموجب العقد الموحّد، يتعيّن على أصحاب العمل التكفّل تسديد ثمنها. إنّ طرد عاملات المنازل دون دفع أجورهن وتذاكر العودة هو انتهاك واضح لبنود العقد ولأبسط حقوق الإنسان والعمّال، ولابدّ من ملاحقة أصحاب العمل ومحاسبتهم قانونيًا وإجبارهم على دفع المبالغ المستحقّة بالكامل. إلّا أنّ آليات الشكاوى عبر وزارة العمل والأمن العام قد تستغرق حوالى 3 أشهر وليست فعّالة دائمًا. كلّ هذا يعني أنّ أصحاب العمل يتخلّون عن العاملات ويتسبّبون بتشرّدهن دون أيّة إجراءات أو تحرّك من قبل السلطات اللبنانية لإيقاف ما يحصل.

بعد تفشّي فيروس كورونا، فرضت حكومة سيراليون قيودًا على دخول البلاد برًّا وعلى الرحلات الدولية. ولكن أعلن الرئيس مؤخّرًا عن تخفيف هذه القيود قريبًا، وأنّ الرحلات الجوّية التجارية "ستُستأنف على المدى القصير جدًا".[2] وبالرغم من القيود المفروضة في مطار بيروت، فقد سيّر طيران الشرق الأوسط رحلات مباشرة من فريتاون إلى بيروت.[3] وصرّح السفير اللبناني في سيراليون أنّه سيبذل كامل جهوده لإعادة الجالية السيراليونية من لبنان. وقدّمت اللجنة السيراليونية في لبنان لائحة بأسماء 70 عاملة يردن العودة، ووعد السفير تكرارًا، حسب عدّة تصريحات، بإجلاء 15 منهن في نفس الطائرة التي أعادت ركّابًا من سيراليون في 19 حزيران. تمّ اختيار العاملات الـ15 من بين الـ70 بسبب وجود جوازات سفر صالحة بحوذتهن. لكن أُلغيت هذه الرحلة لأسباب مجهولة وعادت الطائرة من بيروت إلى فريتاون فارغة من الركّاب. إنّ هدر الطائرات خلال أزمة كهذه هو أمر غير مقبول بتاتًا.

في الوقت الراهن، تقوم العاملات السيراليونيات والعاطلات عن العمل باستئجار شقق سويًا حيث يعشن في ظروف لا يمكن تحمّلها، إذ تقطن ما بين 10 و30 شخصًا في الشقّة الواحدة. ويدفعن الإيجار بمساعدة من اللجنة السيراليونية في لبنان، بالإضافة إلى تبرّعات فردية. أكثر من 75 شخصًا يقيمون حاليًا في ملاجئ مؤمّة من اللجنة السيراليونية.[4]

 

الوضع يتدهور ويزداد سوءًا يومًا بعد يوم،

وهذه التبرّعات ليست مستدامة على المدى الطويل

لذا فالحلّ الفعلي الوحيد هو إجلاء العمال والعاملات المهاجرين/ات من لبنان في أسرع وقت ممكن.

 

نطالب الحكومة اللبنانية وتحديدًا وزارة الشؤون الخارجية ووزارة العمل بـ:

  • وضع خطة فورية لإجلاء العاملات السيراليونيات العالقات في لبنان بالتنسيق مع حكومة سيراليون والمنظّمة الدولية للهجرة؛
  • تسهيل عملية الإجلاء من خلال العفو عن أيّ رسوم مستحقّة للمخالفات في أوراق الإقامة، وتسريع عملية إعطاء الإذن بمغادرة لبنان؛
  • خلق آلية شكوى واضحة لقيام العمّال والعاملات بالتبليغ عن الأجور والتذاكر غير المدفوعة، أو لقيام المنظّمات غير الحكومية لتقديم شكاوى ضدّ عدّة أصحاب عمل في مرّة واحدة؛
  • تعجيل التفاوض مع أصحاب العمل لاسترجاع الأجور غير المدفوعة وثمن التذاكر؛
  • ملاحقة أصحاب العمل الذين لا يدفعون الأجور وثمن التذاكر، والتي عليهم تحمّل تكاليفها حسب العقد.

نطالب حكومة سيراليون وتحديدًا وزارة الشؤون الخارجية ووزارة العمل بـ:

  • تعيين قنصل فخري فورًا لتمثيل الجالية السيراليونية في لبنان، بما أنّ القنصل السابق قد استقال مؤخّرًا ولا يزال المنصب شاغرًا؛
  • وضع خطة فورية لإجلاء العاملات السيراليونيات العالقات في لبنان، بالتنسيق مع المنظّمة الدولية للهجرة؛
  • المباشرة فورًا بعملية تسهيل إعطاء وثائق سفر مؤقّتة للسيراليونيات في لبنان واللواتي لا يملكن وثائق صالحة أو اللواتي استولى أصحاب العمل على أوراقهن؛
  • إعطاء الأولوية لعودة المواطنات السيراليونيات من لبنان نظرًا لشدّة الأزمة الحالية في البلد والوضع الصعب الذي يعشنه؛
  • الضغط على وزارة العمل اللبنانية لاسترداد الأجور غير المدفوعة للعاملات السيراليونيات من أصحاب العمل ولاستحصال تكلفة تذاكر السفر؛
  • تغطية تكلفة تذاكر السفر للعاملات غير النظاميات بالشراكة مع الجهات المانحة الدولية والمنظّمة الدولية للهجرة.

نطالب المنظّمة الدولية للهجرة بـ:

  • مساعدة حكومة سيراليون في تخطيط العودة الآمنة لمواطناتها من لبنان وفي التفاوض مع شركات الطيران للحصول على أفضل الأسعار الممكنة للتذاكر من لبنان إلى سيراليون؛
  • مساعدة حكومة سيراليون في تمويل العودة الآمنة لمواطنيها من لبنان من خلال برامجها للعودة الطوعية؛
  • إطلاق مناشدة طارئة تحديدًا للعودة الطوعية للمهاجرين العالقين في الأزمة في لبنان، نظرًا للأوضاع الملحّة في السياق اللبناني،
  • إعادة تقييم معاييرها للاتجار بالبشر إذ أنّنا نعتقد أنّها اختزالية ولا تعكس درجة مشكلة الاتجار بالبشر من سيراليون إلى لبنان.

ندعوكم جميعًا لضمّ جهودكم من أجل الحول دون وصول الجالية السيراليونية في لبنان إلى الجوع والتشرّد والموت.

وتفضّلوا بقبول فائق الاحترام،

حركة مناهضة العنصرية، لبنان

منظّمة العاملات المنزليات، سيراليون

Thewanthdean، لبنان

لمتابعة الموضوع عبر الأسئلة أو الاجتماعات، يمكنكم التواصل مع:

  • زينة عمّار، مديرة المناصرة في حركة مناهضة العنصرية [email protected] | +961 71 126 772
  • تشيلسي ألما هيرو، مؤسِّسة ومديرة منظّمة العاملات المنزليات [email protected] | +232 78 483573
  • لوسي توراي، مؤسسة فرقة

 

[1] فيديو علني على مدوّنة أخبار سيراليون، 2 حزيران 2020، https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=200666047647333&id=412301842256393

 [2] "سيراليون تخفّف قيود الإغلاق لاحتواء فيروس كورونا،" وكالة أناضول https://www.aa.com.tr/en/africa/sierra-leone-eases-coronavirus-lockdown-restrictions/1887279#

[3] الرحلة ME590 تحطّ في بيروت الساعة 2:11 صباحًا في 19 حزيران2020 ، ومتوقّع أن تحطّ مجدّدًا في بيروت الساعة 2 صباحًا في 26 حزيران 2020، https://www.flightradar24.com/data/flights/me590

[4] "خوف وتضامن،" بول فارغ وألين دوشان، Africa Is a Country، 30 نيسان 2020، Africa Is a Country, 30 April 2020, https://www.theelephant.info/op-eds/2020/05/09/trapped-the-plight-of-domestic-workers-in-lebanon/