29/07/2020
منذ مطلع شهر حزيران 2020، تلقّت "حركة مناهضة العنصرية" عددًا غير مسبوق من اتّصالات من عاملات منزليات سيراليونيات عالقات في لبنان بفرص ضئيلة للعودة إلى بلادهن. أدّت الأزمة الاقتصادية في لبنان، حتّى قبل تفاقمها جرّاء الإقفال التام لاحتواء فيروس كورونا، إلى خسارة آلاف العمال والعاملات المهاجرين/ات من مختلف الجنسيات لأعمالهم منذ تشرين الأوّل 2019.
رسميًا، يُمنع المواطنون السيراليونيون من الهجرة إلى لبنان للعمل في الخدمة المنزلية إلّا إذا جاؤوا بصحبة عائلة لبنانية قادمة من سيراليون إلى لبنان، ممّا يعني أنّ معظم العاملات المنزليات السيراليونيات هنّ ضحايا لشبكات الاتجار بالبشر.nd في 2 حزيران 2020، أعلن السفير اللبناني في سيراليون بشكل صريح خلال برنامج على مدوّنة أخبار سيراليون أنّ "جميع الفتيات السيراليونيات ممنوعات من القدوم إلى لبنان بمفردهن. سيكنّ في موقف ضعيف وعرضة للاتجار ولسوء المعاملة […] وسيعلقن هناك."[1]
في منتصف شهر حزيران 2020، أجرت "حركة مناهضة العنصرية" تقييمًا سريعًا لـ53 عاملة من الجنسية السيراليونية، وجاءت النتائج على الشكل التالي: 70% منهن طُردن من قبل أصحاب العمل أو وكالة التوظيف، في حين فرّت 15% منهن من منزل صاحب العمل بعد تعرّضهن للإساءة والاعتداء اللفظي أو الجسدي أو الجنسي. أما نسبة الـ15% المتبقية فكنّ يعملن على حسابهن ووقتهن الخاصّ لكنهن عاطلات عن العمل منذ عدّة أشهر. وأفادت 75% من العاملات أن أصحاب العمل لم يدفعوا لهن أجورهن كاملةً، وحتّى أنّ بعضه لم يتلقّين أجورهن منذ أكثر من سنة.
وقد صرّحت 83% من الـ53 أنهن يرغبن في العودة إلى سيراليون. إلّا أنّ جميعهن لم تكن بحذتهن جوازات سفرهن ولا المال لشراء تذاكر السفر والتي، بموجب العقد الموحّد، يتعيّن على أصحاب العمل التكفّل تسديد ثمنها. إنّ طرد عاملات المنازل دون دفع أجورهن وتذاكر العودة هو انتهاك واضح لبنود العقد ولأبسط حقوق الإنسان والعمّال، ولابدّ من ملاحقة أصحاب العمل ومحاسبتهم قانونيًا وإجبارهم على دفع المبالغ المستحقّة بالكامل. إلّا أنّ آليات الشكاوى عبر وزارة العمل والأمن العام قد تستغرق حوالى 3 أشهر وليست فعّالة دائمًا. كلّ هذا يعني أنّ أصحاب العمل يتخلّون عن العاملات ويتسبّبون بتشرّدهن دون أيّة إجراءات أو تحرّك من قبل السلطات اللبنانية لإيقاف ما يحصل.
بعد تفشّي فيروس كورونا، فرضت حكومة سيراليون قيودًا على دخول البلاد برًّا وعلى الرحلات الدولية. ولكن أعلن الرئيس مؤخّرًا عن تخفيف هذه القيود قريبًا، وأنّ الرحلات الجوّية التجارية "ستُستأنف على المدى القصير جدًا".[2] وبالرغم من القيود المفروضة في مطار بيروت، فقد سيّر طيران الشرق الأوسط رحلات مباشرة من فريتاون إلى بيروت.[3] وصرّح السفير اللبناني في سيراليون أنّه سيبذل كامل جهوده لإعادة الجالية السيراليونية من لبنان. وقدّمت اللجنة السيراليونية في لبنان لائحة بأسماء 70 عاملة يردن العودة، ووعد السفير تكرارًا، حسب عدّة تصريحات، بإجلاء 15 منهن في نفس الطائرة التي أعادت ركّابًا من سيراليون في 19 حزيران. تمّ اختيار العاملات الـ15 من بين الـ70 بسبب وجود جوازات سفر صالحة بحوذتهن. لكن أُلغيت هذه الرحلة لأسباب مجهولة وعادت الطائرة من بيروت إلى فريتاون فارغة من الركّاب. إنّ هدر الطائرات خلال أزمة كهذه هو أمر غير مقبول بتاتًا.
في الوقت الراهن، تقوم العاملات السيراليونيات والعاطلات عن العمل باستئجار شقق سويًا حيث يعشن في ظروف لا يمكن تحمّلها، إذ تقطن ما بين 10 و30 شخصًا في الشقّة الواحدة. ويدفعن الإيجار بمساعدة من اللجنة السيراليونية في لبنان، بالإضافة إلى تبرّعات فردية. أكثر من 75 شخصًا يقيمون حاليًا في ملاجئ مؤمّة من اللجنة السيراليونية.[4]
الوضع يتدهور ويزداد سوءًا يومًا بعد يوم،
وهذه التبرّعات ليست مستدامة على المدى الطويل
لذا فالحلّ الفعلي الوحيد هو إجلاء العمال والعاملات المهاجرين/ات من لبنان في أسرع وقت ممكن.
نطالب الحكومة اللبنانية وتحديدًا وزارة الشؤون الخارجية ووزارة العمل بـ:
نطالب حكومة سيراليون وتحديدًا وزارة الشؤون الخارجية ووزارة العمل بـ:
نطالب المنظّمة الدولية للهجرة بـ:
ندعوكم جميعًا لضمّ جهودكم من أجل الحول دون وصول الجالية السيراليونية في لبنان إلى الجوع والتشرّد والموت.
وتفضّلوا بقبول فائق الاحترام،
حركة مناهضة العنصرية، لبنان
منظّمة العاملات المنزليات، سيراليون
Thewanthdean، لبنان
لمتابعة الموضوع عبر الأسئلة أو الاجتماعات، يمكنكم التواصل مع:
[1] فيديو علني على مدوّنة أخبار سيراليون، 2 حزيران 2020، https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=200666047647333&id=412301842256393
[2] "سيراليون تخفّف قيود الإغلاق لاحتواء فيروس كورونا،" وكالة أناضول https://www.aa.com.tr/en/africa/sierra-leone-eases-coronavirus-lockdown-restrictions/1887279#
[3] الرحلة ME590 تحطّ في بيروت الساعة 2:11 صباحًا في 19 حزيران2020 ، ومتوقّع أن تحطّ مجدّدًا في بيروت الساعة 2 صباحًا في 26 حزيران 2020، https://www.flightradar24.com/data/flights/me590
[4] "خوف وتضامن،" بول فارغ وألين دوشان، Africa Is a Country، 30 نيسان 2020، Africa Is a Country, 30 April 2020, https://www.theelephant.info/op-eds/2020/05/09/trapped-the-plight-of-domestic-workers-in-lebanon/
للاستعلام عن هذا البيان والسياق ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني أو املأ النموذج.
نعمل في حركة مناهضة العنصرية بجهد على العديد من النشاطات والمبادرات المختلفة. معظم نشاطنا تعدّ في الإمكان بفضل فريق من المتطوعين/ات يعمل مع فريقنا الأساسي بشغف و إخلاص.
حركة مناهضة العنصرية هي حركة شعبيّة أنشأتها جهات شبابيّة ناشطة في لبنان بالتعاون مع عمّال وعاملات أجانب. نعمل معًا في الحركة على توثيق الممارسات العنصرية والتحقيق فيها وفضحها ومحاربتها من خلال مبادرات وحملات عديدة. تمّ إطلاق حركة مناهضة العنصرية عام 2010 عقب حادثة وقعت في أحد أكثر المنتجعات البحرية الخاصّة المعروفة في بيروت.