19/01/2022
منذ السادس من شهر كانون الثاني 2022، تنفّذ نساء كينيات اعتصامًا واحتجاجات أمام قنصليتهنّ في لبنان، مطالباتٍ بإعادتهنّ إلى بلادهنّ وبالدعم الكافي من طاقم القنصلية. هذه ليست حادثة منفصلة عن غيرها؛ فيأتي هذا الاعتصام بعد مناشدات عدّة من العاملات الكينيات في لبنان، وبعد اعتصام مفتوح مماثل في شهر آب من العام 2020. وفي الوقت عينه، كانت "سي أن أن-CNN" قد نشرت قصّة كاملة حول ممارسات القنصلية وانتهاكاتها بعنوان "كيف أصبحت القنصلية الكينية في لبنان تخشى النساء اللواتي يفترض أن تساعدهنّ". لم تجرِ السفارة الكينية في الكويت، حتّى الآن، أيّ تحقيق رسمي بخصوص الادّعاءات والاتّهامات الخطيرة الواردة في المقال.
تخضع عاملات المنازل الكينيات في لبنان منذ سنوات لنظام الكفالة العبودي الذي يحرمهنّ من أبسط حقوق الإنسان وحقوق العمل، كسائر عاملات المنازل المهاجرات من مختلف الجنسيات. وفي ظلّ تقاعس الحكومة التامّ، تبقى القنصلية الكينية الملجأ الأوحد والأخير للعاملات الكينيات اللواتي يحتجنَ الحماية والدعم في لبنان. ولكن، في مواجهة الأزمات المتعدّدة التي تواجه لبنان والمصاعب الكثيرة التي تعاني منها جميع عاملات المنازل المهاجرات في البلد، تبقى القنصلية غير متجاوبة على الإطلاق، مستخدمةً رسائل "الواتساب" الآلية وباللغة الإنجليزية للردّ على حاجات مواطناتها التي عليها تلبيتها. لا تجيد جميع المواطنات اللغة الإنجليزية ممّا يطرح السؤال حول سبب عدم تكلّم أيٍّ من موظّفي القنصلية الحاليين اللغة السواحيليّة وهي إحدى اللغات الرسمية في كينيا. تتضمّن هذه الصعوبات التي أُبلغت مرارًا للقنصلية لائحةً طويلةً من الانتهاكات المروّعة -جسديًا ولفظيًا وجنسيًا في بعض الأحيان- من قبل أرباب العمل، وساعات عمل غير إنسانية، وحرمان من الراحة وأيّام العطل بالإضافة إلى أجور غير مدفوعة على مدى أشهر عديدة.
يضاف إلى ذلك أنّ النساء الكينيات قد بلّغنَ مرارًا عن حوادث مختلفة من سوء استخدام السلطة، وسوء المعاملة، والفساد من قبل موظّفي القنصلية الحاليّين. تتضمّن هذه الادّعاءات ابتزاز النساء غير النظاميات اللواتي يرغبن في العودة إلى بلدهنّ، واستغلالهنّ، وتحصيل مبالغ مختلفة من الأموال للقيام بالإجراءات نفسها للنساء اللواتي لم يتلقّينَ أيّ دعم بعد دفعهنّ المبالغ المطلوبة.
ما يزيد الأمور سوءًا هو أنّ العديد من الكينيات المعتصمات أمام القنصلية أتينَ إلى لبنان منذ بضعة أشهر فقط. تفيد النساء أنّهنّ تعرّضنَ للكذب من قبل الوكلاء والوسطاء في بلدهنّ، ولم يُبلَّغنَ عن الوضع الحقيقي للأزمة الاقتصادية من ضمنها انهيار العملة، بالإضافة لشروط العمل تحت نظام الكفالة في لبنان.
تسهيل العودة الفورية للكينيات وجميع عاملات المنازل المهاجرات في لبنان اللواتي يرغبن بالعودة إلى بلادهنّ، وذلك عبر قنصلياتهنّ.
في ضوء الاعتصامات المستمرّة، والشكاوى الموثّقة والمتعدّدة عبر السنوات، لم يعد من الممكن تجاهل ادّعاءات الفساد وسوء المعاملة الموجّهة للقنصلية الكينية. على الحكومة الكينية والسفارة الكينية في الكويت اتّخاذ إجراءات جدّية بهذا الخصوص، ومن ضمنها: أ- الإقالة الفورية لطاقم القنصلية الحالي، تُتبع بتحقيق جدّي ومستقلّ في التقارير المتعدّدة عن حالات سوء المعاملة من قبل الطاقم المذكور، ب- محاسبة الموظّفين الحاليّين لسوء استخدامهم للسلطة وعدم تجاوبهم، ج- إعادة العاملات إلى بلدهنّ بعد أن دفعن المال لقاء هذه الخدمة دون تلقّيها.
تعيين طاقم قنصلي مؤهَّل وكفوء وسريع التجاوب لدعم طلباتهن في الوقت اللازم، مع ممثّلين كينيين قادرين على التواصل مع المواطنات الكينيّات باللغة السواحيلية.
المشاركة بإصلاح طويل الأمد لممارسات القنصلية لضمان المحاسبة الكاملة والسلوك الأخلاقي في خدماتها، من ضمنها: أ- وضع آلية دفع شفّافة وموحّدة وعادلة لإجراءات القنصلية ودعم العودة إلى الوطن، تكون متاحة لجميع العاملات الكينيات باللغتين الإنجليزية والسواحيلية، ب- توحيد عمليات الاستجابة لحالات الطوارىء، واستغلال العاملات، وأي انتهاكات أخرى لضمان تحقيقات وتدخّلات كاملة.
على الحكومة الكينية أن تراقب وتضع حدًّا لممارسات التوظيف غير الأخلاقيّة في بلادها، والتي ينتج عنها حالات متعدّدة من الاتجار بالبشر.
للأفراد والمنظّمات في لبنان: تحتاج المعتصمات إلى مساعدة مباشرة ليتمكّنَّ من متابعة الاعتصام. يتضمّن هذا الملابس الشتوية: معاطف، وكنزات صوف، وجوارب، وبطّانيات. كما يحتجنَ إلى مجموعات وقاية من فيروس كوفيد-19 (كمّامات ومعقّم للأيدي)، بالإضافة إلى المنتجات الصحّية. كما أنّ النساء اللواتي سيعُدنَ إلى بلدهنّ عبر منظّمات أخرى بحاجة ملحّة لحقائب سفر.
للأفراد والمنظّمات خارج لبنان: مشاركة هذا البيان مع السفارة الكينية في بلدكم/نّ. نشر الوعي حول القضية في شبكاتكم/نّ للمساعدة على إبقاء أصوات النساء الكينيات عالية قدر الإمكان حتّى تحقيق مطالبهنّ.
للمعلومات والمستجدّات حول الاعتصام، يمكنكم متابعة هذه الصفحة التي أنشأتها المعتصمات لتغطية الاعتصامات ومشاركة آخر التحديثات حول حاجاتهنّ الملحّة.
للاستعلام عن هذا البيان والسياق ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني أو املأ النموذج.
نعمل في حركة مناهضة العنصرية بجهد على العديد من النشاطات والمبادرات المختلفة. معظم نشاطنا تعدّ في الإمكان بفضل فريق من المتطوعين/ات يعمل مع فريقنا الأساسي بشغف و إخلاص.
حركة مناهضة العنصرية هي حركة شعبيّة أنشأتها جهات شبابيّة ناشطة في لبنان بالتعاون مع عمّال وعاملات أجانب. نعمل معًا في الحركة على توثيق الممارسات العنصرية والتحقيق فيها وفضحها ومحاربتها من خلال مبادرات وحملات عديدة. تمّ إطلاق حركة مناهضة العنصرية عام 2010 عقب حادثة وقعت في أحد أكثر المنتجعات البحرية الخاصّة المعروفة في بيروت.